الرئيس الجزائري يعلن أن الجزائر ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وإسبانيا تدخل في أزمة صامتة مع المغرب بسبب اختراق استراتيجي

data:post.title


 

تشهد الساحة السياسية في شمال إفريقيا تطورات متسارعة، حيث يبدو أن العلاقات بين الجزائر والمغرب تأخذ منحى تصاعديًا من التوتر، وتزداد تعقيدًا على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي. الأحداث الأخيرة كشفت عن أزمات جديدة بين البلدين، خاصة بعد تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي أثارت جدلاً واسعاً داخل الجزائر وخارجها.

قمة تيكاد: مشهد يعيد فتح جراح الماضي

عندما نتذكر ما حدث في قمة "تيكاد" في تونس، نجد أنه ليس مجرد حدث عابر في التاريخ، بل هو جرح جديد أضافته الجزائر في ملف النزاع الطويل حول الصحراء المغربية. فالقمة التي جمعت العديد من الدول الإفريقية واليابان، لم تخلُ من تداعيات سياسية مؤلمة، خاصة بالنسبة لجبهة البوليساريو ودولة الجزائر. الحدث الذي كان يُفترض أن يكون دبلوماسيًا بامتياز، تحول إلى ساحة لصراع سياسي مكشوف بين المغرب والجزائر.

تونس، التي تواجه تحديات سياسية واقتصادية كبيرة تحت قيادة قيس سعيد، تعيش حالة من التوتر الداخلي. فقد عمد الرئيس التونسي إلى سجن معظم منافسيه السياسيين، وكان آخرهم السياسي البارز "الصافي سعيد"، الذي اعتقل قبل ستة أيام. هذه الإجراءات الصارمة ساهمت في تصاعد موجة الغضب الشعبي، حيث أصبح قيس سعيد في نظر الكثير من التونسيين عدوًا للشعب، بعدما كان يُنظر إليه على أنه المنقذ من الفساد السياسي.

الواقع التونسي يعكس حالة من التوتر المتصاعد، حيث يواجه الرئيس قيس سعيد تحديات كبيرة تهدد مستقبله السياسي. وبالرغم من أن الرئيس التونسي اتخذ إجراءات صارمة ضد معارضيه، بما في ذلك اعتقال "الصافي سعيد"، إلا أن شعبيته في تراجع مستمر، مما يزيد من احتمالية رحيله عن السلطة

في هذا السياق، صدر بيان من الجانب الياباني أثار استياء الجزائر وجبهة البوليساريو. البيان حمل إشارات إلى أن اليابان لم تعترف بجبهة البوليساريو كدولة ذات سيادة، مما زاد من تعميق شعور العزلة التي تعاني منها البوليساريو على الساحة الدولية. وفي الوقت نفسه، بدت الجزائر وكأنها تضحي بماء وجهها أمام المجتمع الدولي، في محاولة غير موفقة لمنح جبهة البوليساريو حضورًا دبلوماسيًا.

التصريحات الجزائرية: هل فقد الرئيس تبون السيطرة؟

على الجانب الآخر، وجد الرئيس الجزائري نفسه في موقف حرج بعد تصريحاته المثيرة للجدل، حيث أعلن أن الجزائر هي ثالث قوة اقتصادية في العالم. هذا التصريح لم يمر مرور الكرام، بل أثار استياءً وسخرية واسعة، سواء داخل الجزائر أو خارجها. فالإعلام الدولي والمحلي تفاعل مع هذه التصريحات بنوع من الاستغراب والتساؤل حول الصحة العقلية للرئيس، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الجزائر.

وفي هذا السياق، فشل حتى أقرب المقربين من تبون في تبرير تصريحاته، مما جعل البعض يطالب بضرورة فحص حالته النفسية، أو حتى إبعاده مؤقتًا عن الأضواء لتهدئة الوضع. الوضع تفاقم أكثر عندما لم يجد الرئيس من يدافع عنه هذه المرة، خصوصًا بعد أن تأكد الجميع أن الجزائر ليست حتى ضمن قائمة أقوى 50 اقتصادًا في العالم، فكيف يمكن أن تكون ثالث قوة اقتصادية عالمية؟

المغرب: اختراقات استراتيجية وتوترات مع إسبانيا

على الجانب المغربي، لم تكن الأمور هادئة. فقد شهدت العلاقات بين المغرب وإسبانيا توترًا ملحوظًا بعد أن تسربت معلومات من وسائل الإعلام الإسرائيلية حول اختراق استراتيجي حققه المغرب في مجال التصنيع العسكري. حيث تمكن المغرب من تصنيع نسخة محلية من صاروخ "LORA" الباليستي بمدى 400 كلم، مما أثار قلق مدريد التي سارعت إلى إرسال وزيرة الدفاع إلى المناطق المحتلة شمال المغرب، بما في ذلك جزيرة باديس والمدينتين سبتة ومليلية، لمناقشة إمكانية تعزيز الدفاعات هناك.

الرد المغربي لم يتأخر، حيث تعمدت المملكة المغربية تخفيف الرقابة على السواحل الشمالية، مما أدى إلى زيادة تدفق المهاجرين السريين نحو إسبانيا. هذا التدفق أثار غضب السلطات الإسبانية التي وجدت نفسها أمام موجة غير مسبوقة من المهاجرين، واضطرت في بعض الحالات إلى استخدام القوة لصد هذه الموجات، مما أثار انتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولي.

ختامًا: أزمة تزداد تعقيدًا

الأحداث الأخيرة تشير إلى أن العلاقات بين المغرب والجزائر مقبلة على مزيد من التوتر، خاصة في ظل استمرار الخلافات حول قضايا حيوية مثل قضية الصحراء المغربية وتطورات المشهد الأمني والعسكري في المنطقة. ومع تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الصراعات التي قد تحمل في طياتها تحديات كبيرة لكلا البلدين وللمنطقة ككل.

نوت بريس
الكاتب :