كشفت دراسة صادرة عن "معهد الدراسات الأمنية" في جنوب إفريقيا، الذي يُعتبر مرجعاً في تحليل السياسات الأمنية والاستراتيجية في بريتوريا، عن تطورات جديدة قد تنذر بانهيار محتمل لجبهة بوليساريو. التقرير يشير إلى أن الدبلوماسية المغربية حققت انتصارات ملحوظة في تأكيد مغربية الصحراء، مدعومة بتأييد ثلاث قوى كبرى هي الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا لمبادرة الحكم الذاتي.
تآكل الدعم لبوليساريو:
تسجل الدراسة تآكلاً ملحوظاً في دعم جبهة بوليساريو، بالتوازي مع نمو متسارع في تأييد السيادة المغربية على الصحراء. ويعكس هذا التحول استجابة استراتيجية من المؤسسات الجنوب إفريقية التي تدرك التحولات في المشهد الدولي وتفكر في تعديل سياساتها بما يتماشى مع الواقع الجديد.
تأثير دعم القوى الكبرى:
تعتبر الدراسة أن تأييد الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية يشكل ضربة قاصمة لجبهة بوليساريو، ما يجعل من الصعب عليها الحفاظ على الدعم الذي كانت تحظى به. وبشكل خاص، يرى التقرير أن الموقف الفرنسي الأخير، الذي جاء عبر رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، يعزز موقف المغرب كمرشح رئيسي لحل النزاع عبر الحكم الذاتي، ويُعتبر نقطة تحول هامة في هذا السياق.
النجاحات الدبلوماسية المغربية:
تشيد الدراسة بالنجاحات الدبلوماسية المغربية، التي استطاعت بشكل فعال أن تبقي قضية الصحراء بعيداً عن دائرة اهتمام الاتحاد الإفريقي، وهو ما يعتبر انتصاراً كبيراً للمغرب. فقد نجح المغرب في تعزيز موقفه الدولي في الأمم المتحدة، في الوقت الذي تراجع فيه الدعم الإفريقي لجبهة بوليساريو. وتدعو الدراسة إلى الإشادة بقدرة المغرب على التأثير في السياسات العالمية بشكل فعّال.
التأثيرات المستقبلية:
تتوقع الدراسة أن تشهد السياسات الجنوب إفريقية تجاه قضية الصحراء تغيراً كبيراً في المستقبل القريب، مع تزايد الانفتاح على مقاربة أكثر توافقاً مع المواقف المغربية. ويعتبر هذا التحول جزءاً من انعكاس للنجاحات الدبلوماسية المغربية على المستوى الدولي والإقليمي، وهو ما يشير إلى تحول في مشهد الصراع الممتد.
بذلك، يقدم التقرير تحليلاً دقيقاً للتحولات الكبيرة التي طرأت على ملف الصحراء، معبراً عن رؤية استراتيجية تتماشى مع التطورات السياسية العالمية والمحلية.
