في مشهد مليء بالإحراج، شهد الاجتماع التحضيري لقمة "تيكاد" تطورًا غير متوقع يكشف عن أزمة دبلوماسية بين الجزائر والمملكة المغربية. كانت الأنظار تتجه نحو ممثل جبهة البوليساريو، الذي لم يتمكن من الظهور بشكل مستقل بل دخل القاعة تحت مظلة الجزائر. خطوة تثير العديد من التساؤلات حول الموقف الفعلي لجبهة البوليساريو وقدرتها على تمثيل نفسها دون دعم خارجي.
ففي لحظة غريبة، وبعد دخول الوفد الجزائري وجبهة البوليساريو معًا إلى قاعة الاجتماع، وجد ممثل الجبهة نفسه يبحث عن مكان للجلوس. وبعد جهد طويل، وجد مقعدًا بين وفدي زيمبابوي وزامبيا. هنا بدأت مرحلة أخرى من المشهد عندما قام ممثل الجزائر بإحضار كرسي لممثل الجبهة ليشغل المكان الفارغ، فيما جلس ممثل البوليساريو على الكرسي، وأخرج من حقيبته بخجل لوحة كتب عليها "البوليساريو" ووضعها أمامه.
ولكن الأمور لم تسر بهدوء كما كان يتمنى. فقد كان أحد أعضاء الوفد المغربي يراقب تحركات الوفد الجزائري وممثل البوليساريو، وما أن وُضعت اللوحة على الطاولة، حتى تقدم الدبلوماسي المغربي وانتزعها بسرعة. ما حدث بعد ذلك كان أشبه بمعركة بدنية عندما تدخل أحد أفراد الوفد الجزائري محاولاً استعادة اللوحة، ليشتبك الاثنان ويسقطا على الأرض.
هذا الحادث أثار موجة من التساؤلات حول مدى تورط الجزائر في القضية الصحراوية، ولماذا تدخلت في صراع لا يمسها بشكل مباشر. إذ يبدو أن الجزائر لم تعد مجرد حليف سياسي لجبهة البوليساريو، بل أصبحت طرفًا فاعلًا يسعى بكل السبل لدعم وجود الجبهة في الساحة الدولية.
ومن جانبه، أصدر الاتحاد الإفريقي والحكومة اليابانية بيانًا أعربا فيه عن أسفهما للأحداث، مؤكدين أن هذه الوقائع لن تتكرر مستقبلاً، في إشارة إلى الالتزام بمراعاة التقاليد الدبلوماسية وعدم السماح بمزيد من التصعيد.
إن هذا الحادث يسلط الضوء على أزمة كبيرة تعيشها جبهة البوليساريو وحليفها الجزائري، حيث باتا يتخفيان خلف بعضهما البعض في المحافل الدولية، مما يعكس تدهورًا حادًا في الوضع الدبلوماسي والسياسي للجبهة. فهل أصبحت الجزائر المتحدث الرسمي باسم جبهة البوليساريو؟ وهل هذا يعني أن الجبهة لم تعد قادرة على الوقوف بمفردها في الساحة الدولية؟
في النهاية، ما علاقة الجزائر بالتدخل في هذا الاشتباك الذي يفترض أنه لا يمسها؟ يبدو أن الإجابة تكمن في التحالفات السياسية والضغوط الإقليمية التي تجعل من الجزائر شريكًا رئيسيًا في كل ما يتعلق بجبهة البوليساريو، حتى لو أدى ذلك إلى تعريض نفسها للإحراج الدبلوماسي.
