أبوظبي – في خطوة تعزز مكانتها كوسيط دولي محوري، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة مجددًا في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، ما يرفع عدد عمليات التبادل التي توسطت فيها الإمارات إلى سبع منذ بداية عام 2024. وأثمرت الصفقة الأخيرة عن إطلاق سراح 230 أسير حرب، بمناصفة دقيقة بين الطرفين.
منذ بداية الصراع الروسي الأوكراني في فبراير 2022، تبنت الإمارات موقفًا حياديًا، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من موسكو وكييف. هذا الحياد الدبلوماسي مكّن أبوظبي من لعب دور الوسيط الفاعل، مستخدمة ما تصفه "بالدبلوماسية الهادئة"، وهي دبلوماسية تستند إلى الحوار وتقريب وجهات النظر، سعيًا للوصول إلى حلول سلمية للنزاعات.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، تم التأكيد على أن هذه الوساطة تعكس عمق علاقات الصداقة والشراكة التي تربط الإمارات بكل من روسيا وأوكرانيا. كما أكدت الوزارة أن الإمارات ستستمر في دعم كافة الجهود التي تسعى لتحقيق تسوية سلمية للنزاع.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، كان قد أكد في مناسبات سابقة استعداده الكامل للعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، معربًا عن أمله في إنهاء النزاع عبر الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وبهذا الموقف، تسعى الإمارات إلى ترسيخ نفسها كقوة داعمة للسلام والأمن الدولي.
منذ اندلاع الحرب، أسفرت الجهود الإماراتية عن إطلاق سراح 1788 أسيرًا، بما في ذلك الذين شملتهم عملية التبادل الأخيرة. ويُعزى هذا النجاح إلى قدرة أبوظبي على الحفاظ على علاقات متوازنة مع الأطراف الدولية الفاعلة، ما يتيح لها فرصة التأثير الإيجابي على مسار الأحداث.
ورغم انتقادات بعض المسؤولين الغربيين بسبب استمرار العلاقات الودية بين الإمارات وروسيا، فإن أبوظبي تواصل تعزيز شراكتها مع كييف، مؤمنةً بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل النزاعات المعقدة.
