إسبانيا وموريتانيا تتفقان على تعزيز الهجرة النظامية: تعاون أمني ومواجهة التهديدات المشتركة

data:post.title

في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين إسبانيا وموريتانيا، تعهد البلدان بتكثيف الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية والتهديدات المتزايدة التي تواجههما. جاء هذا التعهد في إطار زيارة رسمية قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث التقى بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. 

 تعزيز الهجرة النظامية: أولوية مشتركة

في ظل تصاعد التحديات الأمنية وقضايا الهجرة غير النظامية، اتفقت إسبانيا وموريتانيا على تعزيز الهجرة النظامية. جاء هذا الاتفاق ضمن إطار أوسع للتعاون بين البلدين، حيث أشاد الزعيمان بالعلاقات الثنائية في مجال الهجرة، وأكدا التزامهما بالعمل على تعزيز الهجرة الآمنة والمنظمة. وفي بيان مشترك، شدد الطرفان على أن التعاون في مجال الهجرة يعتبر أحد الأولويات الأساسية في العلاقات بين نواكشوط ومدريد.

واتفقا على مواصلة العمل سوياً لإدارة تدفقات الهجرة بطريقة شاملة، تضمن معاملة عادلة وإنسانية للمهاجرين. كما أكد الزعيمان على ضرورة مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب بجميع أشكالها، وتوحيد الجهود في هذا الصدد.

التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة

إضافة إلى ملف الهجرة، أكد الزعيمان على أهمية تحديد الأهداف المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة. وتناول البيان المشترك قضايا مثل التهريب والاتجار بالبشر، حيث تعهد البلدان بتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لمواجهة هذه التهديدات. وقد تم توقيع مذكرة تفاهم وإعلان نوايا مشتركة حول مكافحة الجريمة المنظمة على هامش زيارة سانشيز.

 الدور الأوروبي والتعاون المتعدد الأطراف

وأبرز الزعيمان أهمية الحوار بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي بشأن قضايا الهجرة، مشيرين إلى أن هذا الحوار يوفر فرصاً جديدة للعمل المشترك في البحث عن حلول دائمة لهذه القضايا. وشدد الطرفان على استعداد بلديهما لمواصلة التعاون مع الشركاء الأوروبيين لإيجاد استراتيجيات فعالة للتصدي للهجرة غير النظامية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 زيارة سانشيز الثانية خلال العام

تعد هذه الزيارة هي الثانية لرئيس الوزراء الإسباني إلى موريتانيا خلال العام الجاري، مما يعكس الأهمية التي توليها إسبانيا لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، وخاصة في سياق إدارة ملف الهجرة. وكانت الزيارة السابقة قد جرت في فبراير/شباط الماضي، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وخلال تلك الزيارة، أعلنت الجهات الأوروبية عن تقديم مساعدات بقيمة 522 مليون يورو لدعم التنمية الاقتصادية في موريتانيا وتعزيز جهود التصدي للهجرة غير النظامية.

 موريتانيا: بوابة الهجرة إلى أوروبا

تمثل موريتانيا معبراً رئيسياً للمهاجرين القادمين من دول إفريقية عديدة، والذين يسعون للعبور إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل هرباً من النزاعات المسلحة والأزمات الاقتصادية في بلدانهم. وتعتبر نواكشوط شريكاً رئيسياً لدول الاتحاد الأوروبي، وخاصة إسبانيا، في التصدي لموجات الهجرة غير النظامية التي تمر عبر سواحلها.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت موريتانيا العديد من الحوادث المأساوية المرتبطة بالهجرة غير النظامية. فقد أعلنت السلطات الموريتانية أواخر يوليو/تموز الماضي عن انتشال 25 جثة لمهاجرين غير نظاميين وإنقاذ 103 آخرين بعد غرق قاربهم قبالة سواحل نواكشوط. وفي حادثة أخرى وقعت قبل ذلك بأيام، تم العثور على جثث 87 مهاجراً غير نظامي قرب شواطئ مدينة أنجاكو الواقعة في أقصى جنوب غرب البلاد.

تأتي زيارة سانشيز إلى نواكشوط ضمن جولة إفريقية تشمل غامبيا والسنغال، وتأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تحديات أمنية وإنسانية متزايدة. وتبرز هذه الزيارة التزام إسبانيا بتعزيز التعاون مع دول المنطقة لمعالجة قضايا الهجرة والأمن، بما يعزز الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية ويعزز العلاقات الثنائية مع الشركاء الاستراتيجيين مثل موريتانيا. 

نوت بريس
الكاتب :