تُعدّ ظاهرة "الحراقة" من أكبر التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الجزائر في السنوات الأخيرة. أصبحت هذه الظاهرة محورًا للنقاش خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، حيث يسعى آلاف الشباب الجزائريين للهروب من الواقع المرير عبر الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
خلفية الظاهرة:
مصطلح "الحراقة" مشتق من الفعل "يحرق"، إشارةً إلى حرق الحدود والقوانين للهروب من الواقع. ينطلق الشبان على متن قوارب صغيرة عبر البحر الأبيض المتوسط بحثًا عن حياة أفضل. لكن هذه الرحلات غالبًا ما تنتهي بمأساة، مع غرق المئات وفقدانهم في البحر.
الأسباب والدوافع:
تعتبر البطالة المرتفعة، الفقر، والظروف الاقتصادية المتردية أبرز الأسباب التي تدفع الشباب إلى هذا الخيار الخطير. كما تلعب الأوضاع السياسية غير المستقرة دورًا هامًا في تفاقم هذه الظاهرة، حيث يشعر الشباب بانسداد الأفق وفقدان الثقة في الحكومة لتحقيق التغيير.
تأثيرات سياسية:
أصبحت قضية الحراقة ورقة انتخابية خلال الحملات الرئاسية، حيث تعهد العديد من المرشحين بمعالجة الأزمة الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب. ومع ذلك، يشعر العديد من الجزائريين أن هذه الوعود لا تتحقق، مما يزيد من يأس الشباب ودفعهم نحو المخاطرة.
شهادات الناجين:
يروي العديد من الناجين قصصًا مؤلمة عن معاناتهم في عرض البحر، وعن الأهوال التي واجهوها. تحدث بعضهم عن تجارب مرعبة مع شبكات التهريب، واستغلالهم من قبل مجرمين يستغلون حاجتهم للوصول إلى أوروبا بأي ثمن.
التحديات الأمنية:
تواجه الجزائر تحديات أمنية كبيرة في مكافحة شبكات التهريب، التي أصبحت أكثر تنظيمًا وخطورة. لكن التحدي الأكبر يكمن في معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والسياسية، بدلًا من التركيز فقط على الحلول الأمنية.
ظاهرة الحراقة هي نتيجة لأزمة شاملة تشمل الأبعاد الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية. يبقى الأمل في أن تتحرك الحكومة الجزائرية نحو إصلاحات جذرية لوقف نزيف الشباب وتحقيق الاستقرار.
