"عبد المجيد تبون يفوز.. والنشطاء المغاربة يحتفلون وكأنهم فازوا باليانصيب!"

data:post.title

في تطور غير متوقع، اهتزت الساحة السياسية الجزائرية بفوز الرئيس عبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهو ما أثار موجة من التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية من قبل العديد من العواصم الدولية. بينما كانت الشكوك تعصف بصدقية النتائج، جاءت ردود الفعل المغربية بمثابة مفاجأة إضافية، حيث احتفل النشطاء المغاربة بفوز تبون وكأنهم حصدوا أكبر الجوائز.

 انتخابات بنكهة الجدل

رغم الادعاءات الحكومية الجزائرية بأن العملية الانتخابية كانت نزيهة، إلا أن عدة عواصم غربية عبرت عن قلقها إزاء تقارير تشير إلى تلاعب محتمل في النتائج. تم تداول تقارير تتحدث عن ضعف المشاركة الشعبية، وطوابير طويلة لم تنتج سوى أصوات محسومة سلفًا. ومع ذلك، جاء إعلان فوز تبون بفارق كبير وكأنه نهاية غير متوقعة لفيلم درامي، حيث سارعت بعض الدول إلى إبداء تحفظاتها على النتائج.

العواصم الأوروبية والولايات المتحدة، على وجه الخصوص، أبدت عدم رضاها عن مجريات العملية، مشيرة إلى أن الظروف التي جرت فيها الانتخابات لم تكن كافية لضمان الشفافية. أما الاتحاد الأوروبي، فقد اكتفى بإصدار بيان "غامض" يعبر عن "قلق" بدون تفاصيل محددة، وهو ما فتح الباب للتكهنات حول طبيعة المشهد السياسي في الجزائر.

 الفرح المغربي.. لغز أم مرح؟

في هذه الأثناء، وبينما كانت الجزائر تعيش أجواء الترقب والتوتر، فاجأ النشطاء المغاربة الجميع بردود أفعالهم. فقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بتغريدات ومنشورات تحتفل بفوز تبون. لا، لم يكن النشطاء المغاربة يتحدثون عن فوز فريقهم في بطولة كبرى، بل كانت التهاني موجهة إلى "الرئيس" الجديد لجارتهم.

هذا التفاعل أثار الكثير من التساؤلات، هل يحتفل المغاربة بفوز سياسي يعزز الاستقرار الإقليمي؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه نوعًا من "الكوميديا السياسية" التي عرف بها الشارع المغربي؟ بغض النظر عن السبب، فقد تحول فوز تبون إلى مادة للسخرية والتندر بين النشطاء المغاربة، الذين صوروا الحدث وكأنهم فازوا باليانصيب

 هل يمكن أن تكون هناك دوافع خفية؟

التشكيك في نزاهة الانتخابات ليس أمرًا جديدًا في الجزائر، ولكن الجديد هذه المرة هو مستوى التفاعل الدولي والاهتمام الذي صاحب العملية. يبدو أن القوى الكبرى تراقب الجزائر عن كثب، وتعتبر ما يحدث في البلاد جزءًا من الصورة الأوسع للمنطقة. وربما يكون احتفال المغاربة بفوز تبون هو تعبير عن موقف غير مباشر تجاه جارتهم.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن فوز تبون سيؤثر بشكل كبير على العلاقات الجزائرية المغربية. ففي الوقت الذي تتجه فيه الأضواء نحو السياسة الجزائرية، قد يكون هناك ملفات أخرى تنتظر على طاولة النقاش بين البلدين، سواء كانت متعلقة بالصحراء أو الأمن الإقليمي.

.. تبون رئيسًا، المغاربة محتفلون، والعالم يراقب

بينما يستمر الجدل حول نزاهة الانتخابات في الجزائر، لا يزال الشارع الجزائري يحاول فهم ما حدث. في المقابل، يظل الشارع المغربي محتفلًا، غير عابئ بالتساؤلات والتحليلات السياسية. على الرغم من الشكوك والتساؤلات، فإن فوز تبون يبدو وكأنه سطر جديد في العلاقات الجزائرية-المغربية، يضيف نكهة "الكوميديا السياسية" إلى المشهد.

وفي النهاية، يبدو أن الجزائر، مرة أخرى، تقف أمام تحديات كبيرة، سواء داخلية أو خارجية. لكن الشيء المؤكد هو أن المغاربة وجدوا في هذا الحدث فرصة للتعبير عن روح الدعابة التي لا تفارقهم. 

نوت بريس
الكاتب :